Thursday, December 26, 2013

الاغتراب

الاغتراب

الاغتراب هو شعور إنسان بحاجته إلى وطن في غياب الوطن بعد القيام بهجره، حاملاً صورته معه على شكل حكايات طفولية بريئة، وشقاوات في الحارات والأزقة، وملامح جمالية مترسخة في الوجدان.
إنه التنقل بين أمكنة وأزمنة غريبة، مُفرحة أحياناً ومُحزنة أحياناً أخرى، بحثاً عن وطن بديل بعيداً عن الوطن، فيما تتلاشى الذكريات المُعتقة، وتتقلص قدرة الوجدان على استحضار ملامح الوطن... إنه الاكتشاف في نهاية المطاف أنه لا يوجد وطن لمن هجر وطنه أو هجره الوطن.
الاغتراب هو المفاجأة الكبرى التي تصدم الإنسان العائد إلى الوطن بعد غياب، وكله شوق ليجد الوطن غير الوطن، وقد تبدل أهله، وتغيرت معالمه وعاداته وتقاليده ونطرته إلى العائد إليه.
الاغتراب عالم افتراضي يعيش المغترب فيه العمر كله يبحث عن وطن، مع إدراكه الواعي أنه لن يعثر على وطن، وإن طال البحث وشاخ الزمن.


محمد ربيع

Wednesday, December 11, 2013

Let the Sun Shine

Let the Sun Shine
Let the sun shine again
Be happy and free
And forget the agonies of pain
Enjoy the magical touch of snow
Coloring the meadows of the plain
Read poetry and forget worrying
And eulogizing years lost in vain
So the joy of life is alive again
Let us stay at home for a day
Listening to the music of the rain
Inspiring the spirit and the brain
Hug, kiss, sing, dance and play
Children feeling free to act insane
Do not worry about missing the train
Trains come and go and come again  
Dream of a new beautiful day
To travel wherever love takes us
So the spirit of love is alive again
Let the wintry sun shine again
Sail through the wandering clouds
Bewitch birds to sing their ancient melodies
Enchant the sane and the insane
Awaken the spirit of belonging
To take us along the memory lane
Where memories are lived and relived
And love knows no fear or shame
As the sun shines again, and again

                                Mohamed Rabie       www.yazour.com

Saturday, September 21, 2013

مقطفات من ذكريات تأبى النسيان: بساتين البرتقال وبدايات التطهير العرقي

 بساتين البرتقال وبدايات التطهير العرقي                     
لم يتغيب الوالد أبداً عن بيارته أي بستانه أثناء قطف محصول البرتقال، مع أنه كان يُضمِنُها لشركات متخصصة كغيره من أبناء يازور وذلك بسبب عشقه لشجرة البرتقال وحبة البرتقال. استمر الوالد في العمل مع شركات المتاجرة بالبرتقال بشكل متقطع، وهي شركات صغيرة في الغالب كانت تُسمى "مشاغل"، تستخدم مجموعة من العمال والموظفين مهمتهم قطف البرتقال وفرزه وإعداده للتصدير، وعدد محدود من السيارات مهمتها شحن البرتقال إلى الموانئ ونقل العاملين من وإلى مكان العمل. كان الوالد، كما أخبرني لاحقاً، يحب أجواء المشغل وليالي السهر والسمر مع الأصدقاء، ويهوى السفر وزيارة المدن والقرى الفلسطينية القريبة والبعيدة على السواء، ويحب التعرف اليها وعلى أهلها وما لديهم من عادات وتقاليد مختلفة. كانت سيارات المشغل تقوم في الصباح بنقل العمال من أماكن تجمعهم في المدن والقرى إلى مواقع العمل في البيارات التي تنتظر دورها ليتم قطف ثمارها، وتعيدهم في المساء إلى أمكنة التجمع. وحين تكون البيارة بعيدة، كان العمال يقيمون في خيام على أرض الموقع، ولا يغادرون البيارة المعنية إلا بعد أن تنتهي مهمة قطف البرتقال، ويتم شحنه إلى المرفأ لتصديره.
بعد تردد وافق الوالد في أواخر عام 1947 على العمل مع الشركة التي اعتاد تضمين بيارته لها، والسفر مع رفاق عمر بعيداً عن بيته وعائلته إلى شمال فلسطين. وحين انتهى العمل في ذلك المشغل الذي استغرق يومين، قام العمال بركوب سيارتيّ نقل، غادرت الأولى في حوالي الثالثة بعد الظهر وعلى متنها حوالي ثلاثين عاملاً وموظفاً، كان والدي أحدهم، على أن تتبعها السيارة الثانية بعد ساعة على الأكثر، ريثما يتم التأكد من تحميل كافة المعدات وركوب جميع العاملين على متنها. وحين وصلت السيارة الأولى إلى قرية الطنطوره في طريقها إلى يافا، اعترضت طريقها عصابة إرهابية يهودية مسلحة مكونة من ثلاثة أشخاص، خرجوا فجأة من بيارة على جانب الطريق. أوقفوا سيارة المشغل، أمروا ركابها بالنزول والاصطفاف صفاً واحداً جنباً إلى جنب، فيما وقفوا خلفهم يتهامسون بالعبرية. كان واضحاً أنهم يدبرون مؤامرة لقتل العمال، ويبحثون عن أفضل وسيلة لتنفيذ جريمتهم من دون أن يُعَّرضوا حياتهم للخطر.
فكر الوالد في الأمر بسرعة، همس في أذن من كان على يمينه ومن كان على يساره من الرفاق، وأصدر لهم الأوامر بالهجوم الفوري والجماعي على المسلحين في حالة قيامهم بأخذ أي شخص من الرفاق إلى داخل البيارة المجاورة. كانت المناوشات المسلحة بين العرب والمنظمات الإرهابية اليهودية حينئذٍ قد اشتدت، وكان أفراد تلك العصابات يتصيدون الفلسطينيين العزل من السلاح، يختطفون كل من استطاعوا اختطافه، يسلبون ما لديه من مال وأشياء ثمينة، ويقومون بعد ذلك بقتله ودفن جثته في أقرب بيارة مجاورة حتى لا يتم العثور عليها وينكشف سرها. وفيما كان المسلحون يتهامسون ويستكشفون الموقع تمهيداً لارتكاب جريمة القتل بحق الأبرياء، كان الرفاق يتأهبون نفسياً للانقضاض على أفراد العصابة اليهودية إذا اقتضى الأمر ذلك، علماً بأن نجاة الأغلبية كانت ستكلف الأقلية حياتها. في تلك الأثناء، وصلت دورية عسكرية بريطانية فجأة، نزل ضابط منها بسرعة، صرخ في وجه الإرهابيين اليهود وأمرهم بالانصراف فوراً، ما اضطرهم إلى الانسحاب داخل البيارة المجاورة. التفت الضابط نحو الرجال المصطفين أمامه على طول الشارع... طلب منهم ركوب سيارتهم ومواصلة الرحلة، وانتظر حتى ابتعدت السيارة عن مكان الحادث. وصلت السيارة الأولى التي كان الوالد على متنها محطتها الأخيرة في مدينة يافا متأخرة حوالي نصف ساعة عن موعدها، ولكن السيارة الثانية لم تصل أبدا... قام الإرهابيون اليهود بالاستيلاء عليها وقتل جميع ركابها من الشباب العرب في مجزرة بشعة لم يُكشف النقاب عنها إلا بعد عقود.

في عام 1946، قبل بدء عمليات التطهير العرقي التي مارستها المنظمات الإرهابية اليهودية ضد الفلسطينيين بسنة ونصف تقريباً، اقنع عمي جمعة والدي بشراء سيارة خاصة بحجة أن سعرها كان أقل من قيمتها الحقيقية بكثير. قام جمعة أبو ربيع بعد شراء السيارة بتنجيد كراسيها وصيانتها ودهنها بلون سماوي صاف سرقه من سماء يازور وبحر يافا الساحر، وبدأ في استخدامها والتباهي بها متجولاً في أزقة يازور وشوارع يافا الجميلة. لكن لم تمض عدة أشهر حتى بدأت يازور وغيرها من قرى عربية مجاورة تتعرض لهجمات متقطعة من العصابات الإرهابية اليهودية. طلب والدي من أخيه حينئذٍ بيع السيارة، لأن العائلة قد تحتاج لثمنها إذا ساءت الأمور أكثر وارتفعت أسعار المواد الغذائية. وحيث أن المدارس كانت قد أغلقت أبوابها في حينه بسبب تعرض مدرستنا للخطر وإطلاق نار، فإنني واظبت على مرافقة عمي إلى يافا، حيث كان يذهب يومياً بحثاً عن مشترٍ لتلك السيارة الجميلة. وفي يوم من الأيام، وفيما كنا في طريقنا عائدين من يافا إلى يازور، وجدنا أنفسنا فجأة في وسط معركة حامية، دارت رحاها بين دورية بريطانية وقوات الهاجاناه اليهودية عند مفترق الطريق الذي يربط يافا ويازور وتل أبيب. نزلنا من السيارة مسرعين، أخذني عمي في حضنه، واختبأنا خلف عجلات سيارة نقل كبيرة وجدت نفسها في وسط المعركة مثلنا. استمرت المعركة حوالي ربع ساعة، حيث كان الرصاص يمر من فوق رؤوسنا، يخيفنا ويدخل الرعب إلى قلوبنا. وحين توقفت المعركة، سمعنا صوت سيارة إسعاف عسكرية في طريقها إلى مكان الحادث. وفي الطريق إلى البيت، قال لي عمي، هذه آخر مرة تذهب فيها معي إلى يافا، لو جرى لك أي شيء لقتلني العبد أبو ربيع، أي والدي، رمياً بالرصاص. بعد عقود طويلة تذكرت تلك الحادثة المرعبة حين شاهدت محمد الدرة يموت في حضن والده في قطاع غزة برصاص يهود مجرمين، حاول آباؤهم قتلنا قبل عقود بمثل تلك الطريقة البشعة.

د. محمد ربيع

Tuesday, August 27, 2013

Social Justice, Peace and Freedom

 One of the major lessons of history is that without social justice there will be no social peace; and without freedom of speech and thought and worship there will be no social justice and thus no social peace. On the other hand, no ideological system of governance, regardless of its national or religious or Marxist or capitalist nature, is capable of creating the necessary condition for freedom of speech and thought and worship to prevail in society. Therefore, no social justice or freedom or social peace is possible under an ideological system of governance.

The Meaning of Life


The Meaning of life


The life we live is the time we spend enjoying what we love doing in life; the rest is a waste of life. The past is the moment we just left behind dying of old age, while worrying about its legacy. The present is what we experience in our everyday life, while trying to tame some challenges, enjoy others and remake many more to meet our needs and fulfill our desires. And the future is what we dream of having the next day in the morning.

Knowledge is the tool we have to have to transform reality and overcome the pain of failure and poverty, plant the seeds of success and enjoyment, and make all dreams come true. Transformation is the continuous process of questioning our traditions, attitudes, ideas, convictions, ways of thinking, as well as the wisdom of yesterday; and accepting the challenge of shaping our future as we are shaped by changing circumstances. And culture is what makes us human, able to love one another, live with each other, and struggle together to transform our world and make history.